الأستاذ الدكتور حسين إلكر تشينار

الأستاذ الدكتور حسين إلكر تشينار (1970 م.) من مواليد مدينة يوزغات بتركيا. باحث وأكاديمي وعالم في الشريعة، وهو الرئيس المؤسس لمعهد الدراسات الإسلامية والتعاون بين الثقافات (İFİS&İZ) 2011 وبيت ثقافة المسلمين الأوروبيين  (KUDEM) 2004 الكائن بمدينة مانهايم بألمانيا والمصمم على طراز المدارس الإسلامية الأولى.

وعلى المستوى الأسري فإن الأستاذ الدكتور تشينار متزوج وله من الأبناء ثلاثة.

تدرجه الأكاديمي

تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدرسة يركوي (ثانوية يركوي للأئمة والخطباء) ومدرسة يوزغات (ثانوية يوزغات). التحق بجامعة مرمرة وأتم تعليمه بكلية الإلهيات وتخرج فيها عام 1993 م. وفي الفترة التي عقبت تخرجه أقام بدمشق بين عامي 1993 و 1994 للعمل على أبحاث ودراسات علمية. ومن بعد رحلة دمشق سافر الأستاذ الدكتور تشينار إلى ميونخ للالتحاق بمساق اللغة الألمانية المكثف بجامعة ماكسميلين لمدة عام ونصف، ثم التحق بجامعة هايدلبرغ المعروفة بكونها أعرق الجامعات الألمانية وتخرج في كلية الدراسات والثقافات الشرقية. وبعد التخرج في جامعة هايدلبيرغ أتم رسالة الماجستير بعنوان “İslam Hukukunun III. Asra Kadar Gelişimi” “تطور التشريع الإسلامي حتى القرن الثالث الهجري”، وفي عام 2002 أتم رسالة الدكتوراه في الجامعة ذاتها بعنوان “Hadislerde İslam Öncesi (Arap) Devri(nin) Işığında İlk Dönem İslam Hukuku” “التشريع الإسلامي في الأحاديث الشريفة إبان صدر الإسلام في ضوء عصر ما قبل الإسلام”.

وفي فترة التحصيل ما بين عامي 2004 – 2005 ألقى العديد من الدروس والمحاضرات عن “التشريع الإسلامي” و”التاريخ الإسلامي” في جامعة يوهان فولفغانغ غوته بفرانكفورت. وقد قام الأستاذ الدكتور تشينار بتأليف العديد من الأعمال والمؤلفات العلمية في مجالات شتى من الدين الإسلامي بلغات كثيرة، ثم اجتاز الاختبار المنعقد في كلية الإلهيات جامعة مرمرة بنجاح ليصبح أستاذا مساعدا في شعبة علوم التفسير عام 2010.

وفي عام 2011 عين أستاذ التفسير في معهد اللاهوت الإسلامي بجامعة أوسنابروك Osnabrück، ومنذ عام 2012 وحتى 2017 ترأس قسم علوم التفسير بمعهد اللاهوت الإسلامي بجامعة أوسنابروك.

وإلى جانب التعليم العصري الذي تلقاه في بلاد الشرق والغرب، فقد درس العلوم الإسلامية والعربية على بكرة أبيها وفق طرائق التدريس في القرون الأولى، وحاز فيها إجازة التدريس لاثني عشر فرعا من فروع العلم وفق طرائق التدريس ذاتها، ولقد لعب دورا هاما وبذل جهدا كبيرا موفرا كل أنواع الدعم بخصوص إعداد مناهج حيوية لتيسير تدريس هذه العلوم من منظور أكاديمي وإنشاء مؤسسات تتوافق وهذه المناهج وتعزيز المؤسسات المقامة والعمل على استمراريتها من وقف أو معاهد أو أكاديميات أو دور نشر يتم تأسيسها في أوروبا.

إسهاماته الاجتماعية

إلى جانب هذا فقد ساهم الأستاذ الدكتور تشينارفي تأسيس “KUDEM” (بيت ثقافة المسلمين الأوروبيين) بمساعدة طلابه؛ ذلك البيت الذي تم تصميمه على طراز المدارس الإسلامية الأولى في مدينة مانهايم بألمانيا عام 2004، وفي عام 2011 ومن خلال ندوة دولية ساهم في تأسيس İFİS&İZ (معهد الدراسات الإسلامية والتعاون بين الثقافات)، وفي 2013 ساهم في تأسيس أكاديمة الغزالي وİFİS&İZ التي تعمل على نشر مؤلفات İFİS&İZ والتي بدأت عام 2016 في تدريس ثقافة المدرسة الكلاسيكية من خلال وجهات النظر الأكاديمية. فضلا عن أن الأستاذ الدكتور تشينار قد قدم العديد من الجهود الاجتماعية والعلمية والثقافية مثل تدشين مشروع أكبر مكتبة إسلامية علمية في أوروبا بمساعدة طلابه وبرعاية “KUDEM” “بيت ثقافة المسلمين الأوروبيين” و İFİS&İZ “معهد الدراسات الإسلامية والتعاون بين الثقافات” والتي تحوي 100000 كتاب (تم ترميز 75000 مجلد ومؤلف حتى وقتنا هذا)، ومشروع مكتبة الطفل الذي يبلغ عدد المؤلفات بها 50000 مؤلفا منها 40000 عمل بالألمانية والتركية وستضم 10000 مؤلف بالعربية والانكليزية والفرنسية.

فضلا عن الدراسات العلمية التي يعقدها على نحو مكثف بعد انتهاء دوامه اليومي وتفرغه للتأليف ودراساته ومشروعاته التربوية التي تهدف إلى تنشئة علماء متخصصين، فإن الأستاذ الدكتور تشينار يطمح إلى إنشاء معاهد ودور وقف ومؤسسات في كل من أنقرة ويوزغات في سبيل أن ينقل إلى تركيا دراساته العلمية التي عقدها في أوروبا وحصيلة المؤسسات الاجتماعية والأكاديمية التي كانت وسيلة لذلك.

فلسفته الصوفية

دائما ما يحرص الأستاذ الدكتور تشينار على ضرورة تقديم الإسلام للإنسان والإنسانية على يدي رجال أكفاء أهل علم أولي إخلاص وإحسان اختمروا بالأخلاق القرآنية، وذلك من خلال العديد من الفعاليات والأنشطة العلمية والثقافية والفنية دون الابتعاد عن لب الإسلام وجوهره، ويسعى إلى تعريف وإبراز مفهوم التصوف الذي يمثله في كل الميادين ذات الصلة، وله العديد من الندوات والمؤتمرات والاجتماعات واللقاءات العلمية داخل الوطن وخارجه، تلك التي شارك فيها بغية التقارب بين البشرية لتوضيح مفهوم التصوف المستند إلى الكتاب والسنة، والذي ينأى عن الخرافات والأساطير ناهلا مشاربه من العلم والعرفان متخذا من الاستقامة له سبيلا، كما أنه لم ينفك عما اعتاده منذ 17 عاما من إلقاء درسه عقب عصر السبت يبث فيه مسامرات من مختلف مقتطفات رياض القرآن الكريم والسنة المطهرة.

كما أن الأستاذ الدكتور تشينار الذي طفق يتخذ من حديث رسول الله “صلى الله عليه وسلم” “خير الناس أنفعهم للناس” مبدأ، يستمر في جهوده العلمية وأبحاثه الأكاديمية مشاركا في الاجتماعات العلمية التي تتعلق بمجاله، وذلك في تركيا وأوروبا والشرق الأوسط ودول إفريقيا، ولا ينفك عن إعداد الدراسات الأكاديمية في علوم التفيسر والفقه والعقيدة والتصوف ويواصل الإنتاج العلمي والتأليف في كل منها، ومن ناحية أخرى فقد حصل الكثير من الخبرات العلمية والمعارف المتراكمة في العديد من المحافل الأكاديمية وعمل على إضفاء الطابع المؤسسي عليها، ولكي تؤتي هذه الخبرات العملية والمعارف المتراكمة أكلها وبغية أن يفيد منها الناس، فقد أولى أهمية خاصة لإنشاء هيئات ومؤسسات علمية وثقافية وفنية على أبهى ما يكون من حيث البنية، وفي الفعاليات العلمية والثقافية والفنية أكد ضرورة أن يقوم أشخاص أكفاء ثقات من المحسنين المخلصين ممن تحلوا بخلق القرآن بتقديم الإسلام للبشرية دون أن ينسلخوا عن هويتهم.

أعماله وأنشطته الأكاديمية:

اهتم الأستاذ الدكتور تشينار بتقديم التوعية الراشدة السوية للبشرية وبأن يعكس جهوده العلمية على نحو يفيد منه المجتمع كي لا تظل مجرد جهود نظرية، فنظم الكثير من الاجتماعات واللقاءات العلمية الدولية التي انضم إليها رجال الفكر والعلم الثقات في المجالات المتعلقة بالموضوعات الاجتماعية. ومن الفعاليات الأكاديمية التي عقدها:

  • “المعنويات في الدين والثقافة” (2011)
  • “المسلم والحياة والمعماريات الإسلامية في أوروبا” (2014)
  • “السلفية في ألمانيا” (2017)
  • (الدين والاقتصاد في ألمانيا) (2018)
  • “علوم القرآن” (2022)